"ثريا هو الاسم الذي أطلقته عليّ ماما ساتي، أمي بالتبني، لا أعرف أماً غيرها. تقول لي إنها اختارت لي اسماً عربياً، كي تحافظ لي على هويتي قدر المستطاع. بذلت جهداً كبيراً، كي تبقيني على علاقة مع جذوري التي ترقد في مكان ما من قاع البحر المتوسط. وُجدت عام 2014 محاطةً بعدد من الجثث، ومستلقية فوق خشبة عائمة على بعد أميال من ميناء لارنكا في قبرص".
نسرين أكرم خوري من رواية وادي قنديل.
ثريا لوكاس هو اسم الشخصية التي تدور حولها الرواية وتسرد أحداثها، تبدأ الرواية بعودة ثريا إلى سوريا، إلى بلدها الأم بعد خمسة عشر عاماً من الغربة والبعد، كانت في الخامسة من عمرها حين قرر والداها الهرب من الحرب في سوريا، لكن بسبب الطريق المحفوفة بالمخاطر في عرض البحر المتوسط يغرق المركب الذي تركبه العائلة ويغرقون، وتنجُ من العائلة سوى الطفلة الصغيرة ابنة الخمس سنوات التي تتبناها امرأة يونانية وتعتني بها حتى تكبر، ثم تقفز الأحداث إلى ما بعد خمسة عشر عاماً وذلك تحديداً إلى عام 2029، لتعود وتكتشف القصة الأصلية لمن عاشوا هناك وما الذي واجهوه من ويلات الحرب الرهيبة التي أدوت بحياة الآلاف من الناس ودفعت بالكثيرين إلى الهرب من جحيمها المستعر.
تدور أحداث رواية وادي قنديل في زمنين مختلفين، الأول هو حكاية ثريا وعودتها إلى بلدها وما يدور معها من أحداث، والثاني هو حكاية غيم حداد، وذلك من خلال مذكرات كتبتها غيم حداد وتركتها لمن يقرأها فتقع في يد ثريا وتسرد فيها قصة الحرب البشر الذين ابتلعتهم، حياتهم وويلاتهم وعلاقاتهم والحرب وأثرها على البلد الذي تغير حتى أصبح غريباً مهلكاً، ومنهم من مات ومنهم من هاجر ومنهم من بقي.