رواية المؤلفة الأمريكية لويزا ماي ألكوت، واحدة من الروايات التي أثرت في السينما العالمية والتي لاقى صداها نجاحاً كبيراً عند قرّاءها. كتبت ألكوت المجموعة في منزل أسرتها لمدة شهرين ونصف دون توقف. دَعَا النقاد هذه الرواية بالرواية الكلاسيكية وتم تحويلها إلى أعمال الموسيقية وأوبرا وسينما وفيلم ورسوم متحركة. تسرد الرواية قصة حياة أربع شقيقات من أسرة "مارش" وتتابع إنتقالهن من مرحلة الطفولة إلى البلوغ اقتباساً عن حياة الكاتبة وشقيقاتها في ماساشوستس بالولايات المتحدة الأميركية منتصف القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي بدأت فيها الحركات النسائية والتي كانت الكاتبة من أنصارها حتى وفاتها عام 1888. تدور أحداث القصة في زمن الحرب التي وقعت بين الشمال والجنوب في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ذهب والد الفتيات إلى الجيش لمساعدة المرضى والجرحى. كانت عائلة مارش من العائلات الثريّة إلا إن الفقر أصابهم بعدما خسر والدهن نقوده في محاولة منه لمساعدة صديق له، ورغم الفقر الشديد الذي عانت الفتيات منه إلا أنهن لم يتوقفن عن مساعدة الفقراء والتخلي عن سعادتهن في سبيل سعادة الآخرين ومن حولهن. هذه الأخلاق الطيبة والحميدة التي تمتعت بها الفتيات كانت سبباً لتمد لهن جسراً من العلاقات الطيبة مع جارهم السيد العجوز وحفيده في المنزل المجاور. كما تمر عائلة "مارش" بسلسلة من الأحداث المحزنة ولكنها لا تخلو من الأحداث المفرحة التي تبهج قلب القارئ. ومروراً على شخصيات القصة، فنجد بطلة الرواية جوزفين (١٥ عاماً) وأختها مارغريت (١٦ عاماً) تقومان بإعالة الأسرة بعد رحيل والدهن، فتعمل مارغريت كمربية لأسرة ثرية في المدينة، فيما تساعد جوزفين عمتها الثرية. جوزفين المتمردة والجريئة في العمل، ترفض الزواج من صديق العائلة لوري، فتظل عزباء طيلة حياتها. أما الأختان الأخريان: إليزابيث (13 عاماً)، فهي فتاة هادئة وخجولة وتحب الدمى والقطط، وتساعد أمها في رعاية الأسر الفقيرة، والتي ستمرض بالحمى القرمزية وتوافيها المنية، وإيمي الأخت الصغرى (12 عاماً)، فنانة الموهوبة ومدللة تتخلى عن الفن وتتزوج بلوري بعد فترة قصيرة من وفاة أختها إليزابيث. أما عن الوالدة فهي تلعب دورها كأية أم مرشدة لبناتها، تربيهن حسب متطلبات العصر الذي يَعِشن فيه. الجزء الأكبر من هذه القصة يتمركز حول علاقة جوزفين بجارها الثري لوري، فتساهم صداقتهما بجعل جوزفين إمرأة شجاعة ومستقلة، أما لوري فيتعلم من الشقيقات عمل الخير ومساعدة الآخرين، وعلى الرغم من أنهما لم يتزوجا إلا أن صداقتهم المتينة تستمر مدى الحياة.