يتناول كتاب "نساء رفضن عبادة الرجل" للكاتب حمودة إسماعيلي، كاتبات مصدومات بثقافة الرجل، فبدل أن يلجأن لأسلوب الاحتماء، اخترن أسلوب المواجهة والإنفتاح ومعالجة قضية عبادة الرجل والتحري والبحث، فاكتشفن أن الرجل الخرافي والأسطوري هو مجرد وهم، أوجده الرجل نفسه، منشئ الأساطير الذكورية، وأن المنقذ لهن ليس سوى مجرد "حلمٍ زائل"، لذلك اتخذن هؤلاء النساء موقف رفض "عبادة الرجل"، وقام البعض منهن بتصوير هذا الرجل الأسطوري بشكل كاريكاتيريّ ساخر، وإن دلَّ ذلك على شيءٍ، دلّ على أنهن لم يعدن كالسّابق يندهشن بالرجل صانع الأساطير ومحض الوهم، فالإنسان بالنسبة لهن هو المؤدي وليس الرجل الذي يفرض على المرأة أوامر التّلقي والاستلقاء والخضوع له. ولكن هذا كله لا يعني ولا يدل بأي شكل من الأشكال على رفضهن للرجل، بل على وجه النقيض تماماً: فهن زوجات، عاشقات، حبيبات، وصديقات للرجل. كما أن اتخاذهن هذا الموقف ضد عبودية الرجل لا يعني أبداً التخلي عن أنوثتهن لصالح الرجل، بمعنى التشبه به لمواجهته، أو أن يظهرن الجانب الخشن من شخصياتهم، فأنوثتهن جانبٌ من كيانهن وإنسانيتهن، والجانب الرجولي مجرد جانبٍ فكري لم ولن يكون جسدي، فلم يتخلين عن جمالهن ونعومتهن، حتى أن من بينهن من تجد صوتها ـ عند سماعه ـ أكثر نعومة من باقي النساء، وترى شكلها أكثر أنوثة من الإناث الأخريات، فانتقاد المرأة للرجل ورفضها الخضوع لأساطيره، لا يعني بأنها تتحوّل على إثر ذلك لـ "مِسخ"، فنقدها قد يكون حتى بطريقة شاعرية، وهنا حتى في نقدها ـ لأسطورة ـ الرجل تظل شاعرة وجميلة.
ومن أجواء الكتاب: "تقول نوال السعداوي: "لا ليست الطبيعة إنها مسألة عادة، لقد تعودت المرأة أن تجد لذاتها في الضعف والذل، وتعود الرجل أن يجد لذاته في البطش والسيطرة". التربية بحكم تركيزها على تأسيس رجل ناجح وسيدة فاضلة، خلقت مجموعة من النساء ورجل واحد، لأن تربية الأنثى لم تمتد لتشمل اهتمامها وطموحاتها وتأخذ بالحسبان".