" الفكرة تلح علي كثيراً فهل أستطيع ألا أفعل؟ كامن فى زهرة عباد الشمس، أيها اللون الأصفر يا أنا، أمتص من شعاع هذا الكوكب البهيج، أحدق وأحدق فى عين الشمس حيث روح الكون حتى تحرقنى عيناي.
شيئان يحركان روحي: التحديق بالشمس، وفى الموت.. أريد أن أسافر فى النجوم وهذا البائس جسدى يعيقني!
متى سنمضي، نحن أبناء الأرض، حاملين مناديلنا المدماة..ولكن إلى أين؟.. إلى الحلم طبعاً.
أمس رسمت زهوراً بلون الطين بعدما زرعت نفسى فى التراب، وكانت السنابل خضراء وصفراء تنمو على مساحة رأسى وغربان الذاكرة تطير بلا هواء، سنابل قمح وغربان، غربان وقمح... الغربان تنقر فى دماغي؛ غاق.. غاق.. كل شيء حلم، هباء أحلام، وريشة التراب تخدعنا فى كل حين.. قريباً سأعيد أمانة التراب، وأطلق العصفور من صدرى نحو بلاد الشمس.. آه أيتها السنونو سأفتح لك القفص بهذا المسدس :
القرمزى يسيل "دم أم النار"؟......وداعاً يا ثيو، سأغادر نحو الربيع "
كانت هذه رسالة فان جوخ الأخيرة والتي بدأت بها هذه الرواية رحلة غريبة يقوم بها كل من شمس الدين التبريزى مُعلم مولانا جلال الدين الرومي، وڤان جوخ الرسام العظيم، ويحيى بطل الرواية...للبحث عن بلاد الشمس.