"ستيلّا مارس، أو نجمة البحر، هي شرفة الله المُطلّة على الحمامة التي تسبح في الماء، ونسمّيها حيفا...
على هذه الشرفة، حيث تأخذنا تلّة النبي الياس إلى الأعجوبة، اكتشف بطل هذه الحكاية وراويها آدم دنّون، وجوهه المتعددة، وتصالح مع أسمائه، ونسج حكايته. هنا ذاق طعم القبلة الأولى، وهنا تعرّف إلى متع الحب وآلامه. هنا أقسم على الإخلاص للفتاة التي أحب، وهنا تعلّم أبجدية الخيانة كي يمحو جروح قلبه بجروح جديدة.
حين تعصف به ذاكرة شرفة الله، وهو يحاول أن يرسم صورته بحبر الكلمات، يرى حيفا وهي تسقط في البحر من شاهق الكرمل، وتمدّ جناحَيها كأن الماء صار فضاءها الرحب..
الآن يأخذه حنين جارف إلى ستيلا مارس حيث كان يجلس وحيداً، ويشعر بأنه غائب ولامرئي، يتوق إلى زمن الغياب، فيلجأ إلى ضمير الغائب كي يكتب غيابه.
هنا، في جبل الكرمل، حيث عبث التاريخ بتواريخ المكان، وُلد آدم الثاني على شرفة منبسطة في الكرمل. كان يملأ وحدته وغربته بالبحر. يغسل عينيه بغروب الأفق، ويغرق في صمت الهواء البحري الذي ينشر على وجهه طعم الملح..."
بعد (أولاد الغيتو - اسمي آدم) التي تابعت حكاية آدم دنون، المهاجر الفلسطيني إلى نيويورك الذي يروي عن طفولته التي قضاها في مدينة اللد التي احتلّت عام 1948 وطُرد أغلبية أهلها وسكانها الأصليين، يقدم لنا إلياس خوري الجزء الثاني من الرواية تحت عنوان (أولاد الغيتو 2: نجمة البحر) حيث يواصل حكاية الغيتو الفلسطيني المحاصَر بالأسلاك الشائكة والبطش والدم والقتل.