تستعيد "زهور" الطالبة العُمانية في غربتها في بلاد الثلج أحلامَ جدّتها التي لم تتحقّق قطّ... وهناك، يجمعها القدرُ بـ "سرور" وأختها "كحل" و"عمران" زوج كحل الهارب من حقله في باكستان... يتشكّل بين زهور وكحل وعمران مثلَّثٌ غامض يغذِّيه ذكرى الجدّة التي عاشت عمرَها الطويلَ عذراءَ وبلا حقل. ..إنَّه مثلَّث يحوم حول السؤال الأزليّ: هل من علاجٍ للحزن؟!!
"نارنجة" شجرة الجدّة، منبع الحكاية ومصدرها، تَرْقُبُها عينٌ أمينة عليها في السرد، مُنفَلتةٌ عنها في الواقع:
" لم تملك جدّتي حقلها الصغير الخاصّ، ولم تفلحه، عاشت ثمانين سنة أو أكثر، وماتت قبل أن يكون لها أيّ شيء تملكه على وجه البسيطة. ..كانت يدها خضراء، فزرعت كلّ الليمون والنارنج في حوش بيتنا، وكانت نارنجة بعينها هي الأحبّ إليها، لم تذبل أيّ شجرة زرعتها واعتنت بها، لكنّه كان بيتنا وحوشنا وشجرنا، كانت تعيش معنا فقط، لا تملك البيت ولا الشجر ولا حتّى نحن، فلم نكن أحفادها في الحقيقة!!"