رواية "ناقة صالحة" للكاتب سعود السنعوسي، يحكي فيها السنعوسي عن الصحراء المأخوذة من مساحات الصحراء الشاسعة وتنتمي في حدودها لدولة الكويت، حيث اقتبس الراوي أجواءها من صميم القصص المتواترة عن دخيل بن أسمر وصالحة آل مهروس، جاعلاً بطل الرواية هذه للمرة الأولى امرأة، مقدماً أحاسيس ومنظور رؤيتها للأشياء من وجهة نظره، ليكون تحدياً جديد للكاتب الكويتي الذى خاض تجربته هذه مستنداً على البحث التاريخي والبحث عن الوقائع وتأمل الأحداث وتحولاتها.
يحكي الكاتب بأسلوب الحكايات التي كانت تحكيه لنا الجدات وتلك السلوكيات العالقة في الذهن والمنسية في الذاكرة لطباع الإبل وبيئة البادية التي اتصلت بحاضر المدنية، فسوف يكون لها نصيبٌ في هذه الرواية القصيرة الممتعة. وابتعد السنعوسي في هذه الرواية عن ضجيج الحاضر لضجيج الماضي، وشتان بينهما، فضجيج الحاضر ملوثٌ، مفتعلٌ ومؤذٍ، أما ضجيج الماضي فهو نقيٌّ كالصحراء التي أتى منها.
ومن أجواء الرواية نقرأ: "الوصول أكثر مشقة من الرحيل، قال الشيخ لصبيه الأجير لما لاح له سور المدينة الطيني أثناء مجيئهما من الصحراء، ثم عدّل عقال رأسه المائل، كي لا يتعرف أهل المدينة إلى القبيلة التي ينتميان إليها، في حين أبقى الصّبي طلال عقاله مائلاً، ورغم أن عداء قبيلتهما مع إمارة الكويت قد انتهى منذ سنوات مشفوعاً بحلفٍ جديد، فإن الشّيخ محمد دأب على الفعل مذ زار البلدة الساحلية أول مرة زمن العداء، عندما منع أفراد قبيلته من دخول الإمارة والبيع والإكتيال والمقايضة فيها، يمضي الشيخ وصبيه وقتاً صعباً مع الإبل المذعورة وهي محملة بصنوف البضائع، يسوقانها غصباً لتتخطى بوابة السّور، دروازة الجهراء، مُزبّدةً وهي تُجعجع وتثير الغبار حولها، في الصحراء لا شيء يعلو الإبل إلا السماء، وسقف البوابة الواطئ يثير الهلع في نفسها".