كلُّ شيءٍ في الصَّحراء يلفظ أنفاس النَّزع الأخير إلّا شيئاً واحداً فقط؛ إنّه الظمأ..
لكلِّ شيءٍ في الصَّحراء ترياق؛ الحر، المرض، القرّ، الجوع، الوجد، الحنين إلّا الظمأ فهو بلا ترياق لأنَّ السماء لا تجود بماء الرّوح الذي يسميه دهاة القوم ..حرية
هي قصّة الظمأ في منتصف الصَّحراء القاحلة، قصّة الظمأ للوطن والعودة إليه تقودها الناقة "تاملالت" مع سائسها "أسيس" والعلاقة الغريبة القائمة بينهما، علاقةٌ تشبه صداقةً روحية بدأت منذ الطّفولة لدرجة أنَّ "أسيس" نسي بأنّها مجرَّد حيوان فهي بالنسبة له رفيقة درب وشقيقة روح يجوب معها البراري ويتبادلان الحوار الصّامت لساعات ويُمارسان التأمّل بين رمل الصَّحراء الّلاهب، لكنّ الصحراء بقسوتها وثاراتها التي لا تهدأ تزرع في قلبيهما مرارةً لن تمحوها الأيّام...
"ناقة الله" ملحمةٌ فلسفية، روحية، صوفية تعزف على أوردة القلب لحنًا تأنُّ له الصدّور...