عندما تنظر للأشياء بعين الكاتب لن تراها كما كانت من قبل فتلك العين تلتقط تفاصيلَ مهمَّشة، لم نكن نبالي بها، وتحوُّلها إلى حروف من نّور..ونار
هذا ما حصل مع الكاتبة المثيرة للجدل نوال السعداوي عندما عايشت تجربة السّجن لبضعة أشهرعام1981 في حملة أطلقها الرَّئيس السّادات بالتحفُّظ على مجموعة من الكتّاب والمفكّرين تحت ذريعة نشر أفكار ضدَّ مصلحة الوطن.
تلتقط السَّعداوي تفاصيل السِّجن ابتداءً من لحظة دخولها حتّى الإفراج عنها، فتصفُ مشاعر الرَّهبة التي تسلَّلت إليها وكيف حاولت بشتّى الطرق طردها والحفاظ على معنوياتها. تحكي عن الحشرات وملمسها على الجسد، النوم على الأرض، الطعام السيء وتجربة الكتابة على ورق التواليت. عن اللون الرمادي المحيط بها وكيف عوّدت نفسها على ذلك كله، وأكثر من ذلك فقد كوَّنت صداقاتٍ هناك وأصبحت ضمن قائمة الزوّار بعد خروجها.
تجربةٌ مُغايرةٌ هذا الكتاب! ستسمعُّ من خلاله أنَّات جدران السِّجن جنبًا إلى جنب مع أنّات المظلومين داخلها...