"في صباي لم تكن لدي إلا صور مبهمة عن شعب يجاورنا، ويجمعنا معه الكثير من التاريخ والثقافة المشتركة، وأعني به الشعب الإيراني، إن كل انطباعاتنا عن هذا الشعب الجار تبقى في إطار مظهر الزوار الإيرانيين، الذين كانوا يفدون إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمين وسامراء".
عادل حبة من كتاب مذكرات إيرانية.
صدر هذا الكتاب عن دار المتوسط في ميلانو، ودار السويدي في أبوظبي، وهو عبارة عن رحلة الكاتب العراقي الجنسية في تاريخ وحضارة إيران وحقيقة البلاد بعيداً عن المعلومات التي تمتلىء بها كتب التاريخ، فيسرد الأحداث كما يراها هو، فيبدأ مع تأميم النفط من قِبَل محمد مصدق رئيس وزراء إيران في بداية الخمسينات من القرن الماضي، والإطاحة برضا بهلوي شاه على يد الغزو البريطاني الأميركي السوفييتي لطهران.
بدأت رحلة الكاتب من بيروت إلى موسكو قصد الدراسة، فيتحدث عن الحزب الشيوعي العراقي، والتأثيرات السياسية التي أصابت هذا الحزب عقب الإطاحة بالملكية، ثم اندلاع الاحتجاجات العمالية في العاصمة العراقية عشية سفر الكاتب إلى الاتحاد السوفييتي عبر براك من بيروت بعد أن مكث فيها شهرين انتظاراً لتأشيرة السفر، ثم يمضي عامين في موسكو، حيث يقابل عدداً من الأشخاص الذين يرون حكاياتهم في إيران، ثم ينهي دراسته ويتجه إلى طهران في عام 1963.
سرعان ما يبدأ من فوره بتعلم اللغة الفارسية التي تحمل تقارباً مع اللغة العربية، ثم يسعى للقاء العراقيين الذين فروا بأعداد كبيرة إلى إيران هرباً من الوضع السياسي في العراق، ثم تستمر الحكاية نحو سنوات لاحقة.
كتاب مذكرات إيرانية هو روايات تاريخية وتوصيفات جغرافية للأمكنة والمدن الإيرانية، وحكايات أشخاص من التاريخ الفارسي والعصر الحديث، بالإضافة إلى السياسة وتغيراتها خلال عصور مختلفة.