رسالة 3 من سلسلة "رسالة إلى أول حب في حياتي".
من عاشقٍ قديمٍ إلى عينينِ عسليتينِ باسمتينِ، إلى غمازتينِ تُثيرانِ شهوةَ الشِّعرِ والغناءِ في البشرِ والحجرِ، طاب قلبُكِ الأخضرُ أينما كنتِ، يا صاحبةَ البصمةِ الأولى.
أولُ أيامِ الفصلِ الدراسيِّ الثاني منَ العامِ الأخيرِ بالمرحلةِ الابتدائيةِ، حصةُ اللغةِ العربيةِ، تجلسينَ على المَقعدِ المواجهِ للسَّبورةِ مباشرةً بينَ بنتينِ لا أتذكرُ ملامحَهما، بابتسامةٍ هادئةٍ ونظرةٍ واثقةٍ تحاولينَ تلقيَ بعضَ الكلماتِ المتطايرةِ من فمِ المعلمِ ذي الكرشِ الضخمِ و(العويناتِ كعب الكوباية) الواقفِ أمامَنا يشرحُ الفرقَ بين اللامِ الشمسيةِ واللامِ القمريةِ. أجلسُ من خلفِكِ في الصفِّ الملاصقِ للحائطِ الأيمنِ، تفصِلُني عنكِ أربعةُ مقاعدَ أخرى، عدةُ متراتٍ كافيةٌ جدًا لأتمكنَ من مراقبتِكِ بحريَّةٍ دونَ أن تكتشفَ أمري النظراتُ المتطفلةُ لزملائِنا في الفصلِ. كنتُ أظنُّ بعدَ ذلك كلِّه أن حبي في طيِّ الكتمانِ، لكن الحقيقةَ عكسُ ذلك تماما، ادركتها عندما جاءت صدمتي الأولى.