"والدي كما رجال القرية الآخرين – قضى في البحر عمراَ قبل أن يكمن له الموت بشراكه التي لا تخطئ أحداً...
مراتب الناس يجللها لقب الأب في عرصات البحار أو ما وراء ذلك فأبناء ربان السفينة (نوخدية) أيضاً على أبناء البحار أو الغاصة ولا يدانيهم في الشأن إلا أبناء تجّار اللؤلؤ (الطواويش) النافِذة أذرعهم إلى الموانيء المترامية في اطلس العالم...المستمرة خلف الأفق البعيد.
تقسيماتٌ ما نزل بها كتاب، تآلفت عليها الأعراف وشدّت أواصر وجودها جيلًا بعد جيل..وخرابًا بعد خراب!!"
"مساحة لعن شاغرة" عمل سردي جاء بلغة شعرية تتصاعد بالحكاية داخل الفضاء الروائي، متناولة الذات كمحور أساسي من خلال رجل يغرق في بحر من الذكريات، ويبدأ في اجترار ذكرى علاقته بفتاة في بيئة محافظة وحنينه لها في ظل تأثير هجرها على نفسيته...
هذه الرواية ليست مجرّد ذاكرةٍ فردية بلغةٍ مرهفة وآسرة بل هي ذاكرة أسرة و قرية و بحر و نخلة و مجتمع و وطن و واقع ديني و اجتماعي سياسي يستحضره الكاتب من خلال الوقوف عند تفاصيل عالمين، الأول يتمثّل في الحلكة التي تدور بين الراوي ومحبوبته، والثانية ارتداد السرد للماضي، حيث سطوة الذاكرة التي تولّد الحاضر.