عندما يكتب يوسف إدريس للمسرح فإنما يطاوع إحساسه العميق بحقيقة التيارات الفنية والثقافية التى تساهم فى تشكيل البلاد من جديد.
وقد وضع إدريس قدما أولى على سلم المسرح حينما كتب مسرحية ملك القطن، والذى يقارن هذه المسرحية بالذات بباقى قصص ومسرحيات الكاتب سرعان مايخرج من المقارنة بحقائق معينة كلها تشير إلى اشتغال لا واعية الكاتب بلون من ألوان الكتابة المسرحية.
أناس يدخلون ويخرجون يلقون بهمومهم ومشاكلهم أمام الصول العجوز، وهو قابع وراء مكتبه، يدون شيئا من أقوالهم ويعطيهم من أقواله هو أكثر مما يدون.
"ملك القطن" هي لوحة حية صادقة تمثل حالة فعلية كانت سائدة بين الملَّاك الجشعين والفلاحين المغبونين الذين يجاهدون جهادًا مريرًا لكي يستخلصوا ثمرة جهدهم من بين براثن هؤلاء المُلَّاك.