من يقرأ كتاباً واحداً لمحمود السعدني لا بد أن يعود لقراءة كتبه مرة أخرى، ويبحث عن كتبه الأخرى، فهو كاتب ساخر من الطراز الأول، وهو كاتب وصحفي مصري، وقد لقب نفسه بالولد الشقي، وله سلسلة من الكتب الشهيرة وهي الولد الشقي بجزئين والولد الشقي في السجن والولد الشقي في المنفى، وهي سلسلة من الكتب لحياته الشخصية ومغامراته وألاعيبه منذ صغره حيث يبدأ الكتاب الأول وهو الولد الشقي الأول، فيصف أيامه في المدرسة وشقاوة الأولاد ومذكرات غنية وزخمة بالتفاصيل والمشاهد الطريفة والمضحكة جداً، ثم المرحلة الثانوية والجامعة في الجزء الثاني.
ثم ينتقل إلى مذكراته اللاحقة وما بعدها، ويأتي هذا الكتاب وهو ملاعيب الولد الشقي ليكمل مسيرته، وهو يتحدث في هذا الكتاب عن مغامراته ومقالبه الجنونية مع أصدقائه في عالم الصحافة، وخصوصاً الصحافة الفقيرة إلى المال التي عمل فيها مع أصدقائه ونشروا من خلالها منشورات غالباً ما كان يتم منعها ومصادرتها وأدت به إلى الذهاب إلى السجن أحياناً، ولا يخلو أي نص من نصوص الكتاب من الحس الفكاهي والظريف، فهو يسخر من كل شيء ومن أي شيء وخصوصاً من نفسه، وحتى عناوين المقالات أو الفصول في هذا الكتاب تتسم بالظرف والطرافية ومنها: تنظيم مشمش، حزب تايه.. يا اولاد الحلال، البرنامج الخنفشاري، خنجر في الظلام، صفيحة السوابق، شبشب على ملوخية!، مساء العندليب، الرجل الحصان، شكة الشوكة بذنب، القبض على المرتب، حقوق الطبع والامتياس، ولا عزاء للمغفلين، النجاشي يزيد بن معاوية، ديوان الشمس الطالعة، أم المقالب، عكش زوزو، أمه أسمها الاتحاد السوفييتي، رئيس جاعورة، بهلول هو المسؤول وهي قصة طريفة من طفولته حيث نصب عليه بهلول وأخذ منه العيدية الحبيبة.