محمود سامي البارودي، هو الشاعر المصري وأحد زعماء الثورة العرابية وأشعر الشعراء المصريين، فقد أباه وهو في السابعة من عمره، واهتم بعض ذويه بتعليمه فوجهوه بعد التعليم الإبتدائي إلى المدارس الحربية، فتخرّج منها ضابطا متقنا للفنون الحربية، ومع ذلك بقي شغوفا بالمطالعة مولعا بالأدب، فأخذ يلتهم دواوين الشعراء ويتذاكر في قضايا الشعر مع معاصريه، والمولعين بالأدب، فتهذّبت ميوله، وقويت شاعريّته، وتقوّم لسانه على الفصاحة، أخذ ينظم الشعر وهو في العشرين من عمره، رحل إلى الآستانة فإتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد.
ولما حدثت الثورة العرابيّة، كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنكليز القاهرة، فقبض عليه وسجن، وحُكم عليه بالإعدام، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان، حيث أقام سبعة عشر عاما تعلم الإنكليزية في خلالها وترجم عنها كتبا إلى العربيّة.
في هذا الكتاب سنُبحر في حياة البارودي لنعرف تفاصيل طفولته، حياته السياسية والثورية، وأيامه على جزيرة سيلان وكيف عاد إلى مصر في نهاية الأمر، إضافةً إلى مقتطفاتٍ من شعره وأهم أعماله.