هذا أكثر كتب دولوز شخصيةً وأقربها منالاً، يتيح أفضلَ تقديمٍ لفكره، لا كعرضٍ مدرسي، بل بالشكل الذي يتفق مع بنية هذا الفكر.
ليس الكتاب ‘حوارا’ أو ‘محادثة’، رغم أن به عناصر من كليهما، فقد وجد دولوز صيغة السؤال والجواب خانقة، وأراد شكلا يتيح ‘محاورة’ دون فرض ترتيب خارجي، قسري عليها. إنه ينمو في اتجاهاتٍ عديدة ــ في الفلسفة، والأدب، والتحليل النفسي، والسياسة ــ دون مبدأ تنظيمي شامل. إنه، بمصطلحات دولوز، الكتاب بوصفه آلة ـ حرب، بوصفه ‘ريزومة’. تغيب هنا مراتبية الجذر، والجذع، والغصن، لتطالعنا كثرةٌ من البراعم المتشابكة فيما بينها تنبُت في كل الاتجاهات. إنه، من ثم، شرحٌ وكذلك تمثيلٌ لـ‘التعدّدية الدولوزية’.
مدخلٌ مهم لأحد أهم وأخصب مفكري القرن العشرين يقدم استبصارات عميقة وتطبيقاً حياً لممارسة الفلسفة باعتبارها علم إبداع المفاهيم. يستعرض فيه خلفياته الفلسفية، وتطوره، والتيمات المحورية لعمله، وتعاونه الطويل مع صديقه فيليكس جاتاري الذي كتب معه بعضاً من أهم النصوص الفلسفية للقرن العشرين.