هذا الكتاب هو من خير ما كتب الإمام ابن القّيم، وحسبنا به في تهذيب النفوس والأخلاق، والتأدب بآداب المتقين الصادقين، مما يدل أوضح دلالة على أنه كان من أولئك المهتدين الصادقين، الذين طابت نفوسهم بتقوى الله، فجاء الكتاب ليسدّ الحاجة الماسّة إليه في عصر المادة يجمع به إلى هذا النشاط المادي عند الناس، صفاء الأرواح، وتقوى النفوس، وتهذيب الأخلاق، حتى يجعل الله للعرب والمسلمين، فيما آتاهم من الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر في المستقبل، حياة عزيزة كريمة، آمنة في ظل الإسلام.
والإمام ابن القيّم في كتابه هذا ينبه إلى أن كمال الإنسان إنما هو بالعلم النافع، والعمل الصالح، وهما الهدى ودين الحق، وبتكميله لغيره في هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه، وما الحق إلا الإيمان والعمل، وليس ذلك إلا بالإقبال على القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره، فإنه الكفيل بمصالح العباد، في المعاش والمعاد، والموصل لهم إلى سبيل الرشاد.
استمع الآن.