قد يبدو هذا الكتابُ هو الأوّل من نوعه، الكتاب الذي لم يكتُبْهُ مؤلِّفُهُ، إنَّه كتابٌ كتبه الناس، تناوب عليه أكثرُ من خمسةِ آلافِ شخصٍ من عوامّ الناس؛ ليرسِّخوا لحظة عاشوها في حياتهم كانت تعادل عمرهم بكامله.
من خَطُّوا هذا الكتابَ، كانوا سببًا في جعل أشخاصٍ آخرينَ يؤمنون بوجود الخير في الناس، يكشفون لبعضهم من خلاله أن الناس يتعاضدون فيما بينهم بالمواقف، ويتعرفون كذلك على أنفسهم وأجزائهم في المُلِمَّات.
سجَّلوا هنا ما خاضوه في حياتهم من معارك، وصعوبات وأزمات، وخلدوا من خلالها مشاعرهم التي ستبقى حيَّةً، يقظةً إلى الأبد.... هم الخَيِّرون الذين ينزل المطر بعد أمر الله بسببهم، وتشرق الشمس على ابتساماتهم.
هنا جانب بسيط، يرسّخون من خلاله أن الحياة لا تخذل الأنقياء أمثالهم، بعد أن فعلوا أشياءَ بلا مقابل، أشياء صافية من أجل الآخرين، ورَأَوْا الألطاف الإلهية تحيط بهم، وتنقذهم من مآسٍ، ربّما تكون صعبة، ومهلكة.
أشخاصٌ كانت مهمّتهم جبر القلوب، وكان الله يستخدمهم لذلك الشرف العظيم...