"كلّ زوج ولا شك يذكر حيرته وهو يبحث في رأسه عن أول كلمة يخاطب بها عروسه وقد صارا على انفراد أيبدءُ بكلمة جدية أم كلمة فكهة...أم كلمة عاطفية....وكل زوجة تذكر ولا ريب إحساسها وهي تنتظر الكلمة الأولى من فم عريسها..
أمّا عروس الليلة فلم يبد عليها أنّها تنتظر شيئا، فما كاد باب الحجرة يغلق حتى تركت عريسها واتجهت الى منضدة الزينة وجلست ووضعت راسها الجميل في كفيها، ورأى العريس منها ذلك فأقبل عليها يقول:
- أمتعبة أنت يا عزيزتي...صخب العرس أزعجك فيما أرَ.
فلم تجب، ولم يرَ العريس وجهها الذي تخفيه بيديها ولكنه لم يلبث أن رأى قطرة دمع تفر من بين أصابعها وتسقط على ثوب عرسها الأبيض، فقال بصوت يتهدج حنانًا:
- أتبكين يا سونة؟
فلم يسمع منها غير نشيج خافت..."
"ليلة زفاف" مجموعة قصصية تحتوي مجموعة مميزة ومنوّعة من القصص القصيرة والتي بنيت على حوادث وقعت بالفعل في مجتمعنا ، كما أن بعضها بنى على ما يحدث في الحياة الإنسانية وهناك فرق بين تصوير المجتمع وتصوير الحياة ، فمصور المجتمع لا بد أن يتقيد بما رأى وشاهد وعرف ، إذا أراد أن يكون صادقاً ، فلا ينبغى له التعرض لبيئة أو طبقة لا يعرفها .