روايةٌ عجيبة فعلى الرَّغم من قصرها ومن كونها العمل الأول لكاتبها إلّا أنّها استطاعت اقتناص الجوائز الأدبية والتربّع في مجالس الحديث وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
تدور أحداث الرواية بلغةٍ قوية وعذبة حول أيّام وليالي السيد وهو مولِد يُقام مرة واحدة سنويًا حيث تُدخلكَ التفاصيل في عمقه فترى الباعة والأطفال والمريدين للسيد وتستمع إلى قرع الطبول وترانيم الذِكر والأناشيد وتتمايل مع نساء الغجر..
تنقلك الرواية ببراعة إلى عالمٍ آخر؛ عالمٌ يدور حول ضريح سيد من السادة ، ووليٌّ من الأولياء الذين يقيم الناس عليه وحوله آمالهم ويتبركون ببركته ويلتفون حول ضريحه سائلين الله أن يحقق أحلامهم ورغباتهم، بيد أن الرواية تأخذ من "ليالي السيد" زمانيًا ومكانيًا حدثًا مهمًا لتدير شخصياتها حوله، ولتعرّفنا من خلالها على تلك الأحلام الصغيرة التي يحلم بها هؤلاء البسطاء إذ هناك رجلٌ غائب، وآخر يحلم بالزواج من أخته !! تلك الأخت التي يفترض أنها ستزف عروسة لآخر، وبين هذه وتلك هناك أخٌ آخر يحلم بالمجد والثراء السهل من خلال التنقيب عن الآثار وبيعها...