"منذ سبع ليال، وإتماماً لما اعتزمت عليه من إنهاء حياتي للتخلص من الحزن والكآبة، والأفاعي التي تفيض في أوردتي، أسكرت بعرق البلح عنتر، وأحكمت غلق غرفته بالأقفال بعد وداعه، ثم فرشت اللبلاب على صدري وصعدت فوق الكرسي وأحكمت الحبل الغليظ حول رقبتي ثم تلوت الشهادة، لكن الطرقات المزعجة مالبثت أن انهالت على الباب: "افتح يا سليمان أفندي،أعلم أنك بالداخل"، "بشماف" صاحب اللوكاندة النمرود، يطالب بالإيجار وقت انتحاري! راودتني نفسي أن أدفع الكرسي من تحت قدمي فتزهق روحي، لكن الكريه ألحّ في الخبط والنداء، وتمادى فأخرج سلسلة مفاتيحه وشرع في فتح الباب حين تأخرت استجابتي، إن دخل فلن يكون الموت قد تمكن مني بعد، روحي ستتسلق الحبل الغليظ من بعد الشنق في دقيقتين." "لوكاندة بير الوطاويط" هي رواية من تأليف الكاتب أحمد مراد، حيث تدور أحداثها حول الجريمة والغموض.
تبدأ قصة الرواية أثناء ترميم "لوكاندة بير الوطاويط" المجاورة لمسجد "أحمد ابن طولون" بحي "السيدة زينب"، يتم العثور على يوميات تعود إلى سنة 1865 م، مدفونة وراء حائط الغرفة رقم سبعة بالطابق الثالث بمبنى اللوكاندة، ومحفوظة بشكل جيد. هذه اليوميات هي من نمرة "34" إلى "53" دون حذف أو تنقيح، وهي اليوميات الوحيدة التي تصلح للنشر، أرّخ فيها مصوّر الموتى "سليمان أفندي السيوفي" في سنوات ما قبل إنشاء جهاز بوليس منظم، حين تم تكليفه بتقصي الحقيقة حول مصرع أحد الباشوات بطريقة شنيعة. ولأن "سليمان أفندي" يمتلك خبرة في تحليل مسرح الجريمة، يكتشف أن سبب الوفاة هي القتل العمد، حيث أن الجاني ترك مع الضحية تذكاراً، قبل أن يدرك أن هذه الجريمة ليست إلا الجريمة الأولى في سلسلة من الإغتيالات، الأمر الذي جعله درك أيضاً أنها ستنتهي به أيضاً.