هذه هي الرواية الثانية التي يكتبها عدنان فرزات وتجري أحداثها في مدينة دير الزور التي يطلق عليها اسم عروس الفرات بعد روايته الأولى (جمر النكايات)، لكن أحداث هذه الرواية تأتي ما بعد الثورة السورية وتنتقل الأحداث فيها ما بين مدينتي دير الزور ودمشق العاصمة، وتحكي الرواية قصة شاب اسمه (رواد) وهو طالب جامعي ويحمل الكثير من الأحلام والطموحات الاجتماعية والسياسية منها ويسعى إلى ذلك من خلال الانضمام إلى الحزب الحاكم، وفي الوقت ذاته تجمعه علاقة حب عاطفية مع فتاة اسمها (جولين) وهي أيضاً من مدينة دير الزور، لكن الأمور بينهما تجري على نحو مختلف لما كانا يحلمان به إذ تنلدع الثورة السورية خلال السنة الأخيرة من حياتهما الجامعية فيأخذ كل منهما مساراً مختلفاً وينضم لطرف آخر مناقض ومعادي، فجولين تصبح من طليعة الشباب الثوري بينما يختار (رواد) جانب السلطة والحزب الحاكم، وتستمر الرواية في أحداثها المشوقة حتى نهايتها.
هذه إحدى روايات الكاتب السوري المقيم في الكويت عدنان فرزات وقد حازت رواياته على التقدير والإعجاب بسبب أسلوبه المميز فهو يخلط الواقع بالخيال بطريقة تجعل النص تجربة ممتعة وشيقة ويجعل السرد ممتعاً، كما أنه ينتهج في رواياته اسلوب المزج بين الشخصيات وحياتها الخاصة بالإضافة إلى الأحوال السياسية والاجتماعية للبلاد وتأثيرها على شخصيات الرواية وما تؤثر به على سير الأحداث، فتجد في رواياته الشخصيات التي عانت من الحروب والأخرى تعرضت لاضطهاد سياسي أو تعذيب، وهناك صدمات الحياة والهجرة والغربة والتشرد والحرمان، فتعتبر رواياته نموذجاً للإنسان الحقيقي الذي يمر بالأهوال فيصطدم بها ويعيش وتستمر به الحياة حتى ختام الرواية.