" أما نور فكان يجلس في مقابلتها في القاعة، ينظر إليها بإعجاب، ولا يحرك عينيه عنها، ولا يشغله أيٌّ من الطقوس المقامة، كان يراها لأول مرَّة بردائها الأخضر، متألقة وسعيدة، تتمايل بجسدها الضئيل مع الأغنيات في رقة وهدوء، وكلما تمايلت تمايل قلبه معها يمينًا ويسارًا، إلى أن تمايلت مرَّة وسقط عنها شالها الحريري الأبيض المطرز بخيوط الفضة اللامعة. لم تشعر روح بسقوط الشال، كانت منسجمة تمامًا مع الموسيقى والأغاني، وتصفق بإيقاع خاص بها وحدها كأنها في عالم آخر.
اقترب نور منها والتقط شالها الأبيض من الأرض..."
ها هي "رشا زيدان" تعود بالجزء الثاني من كتابها الأكثر مبيعًا "روح" في رواية "لك وحدك" والتي تدور أحداثها ما بين قونيا والقاهرة ولندن والمغرب لتتحرك مصائر روح التي ودَّعت حياتها ووطنها لتنفذ الرؤيا التي أمرتها بهجر حبيبها، ونور الذي يسعى إلى الارتقاء الروحي بينما يزداد شوقه إلى روح، وحياة التي تحاول مرَّة أخرى ترتيب حياتها وزواجها، وبراء الذي يقابل مَن قد تكون حب حياته. فهل سترتاح هذه النفوس؟