انتصف الليل وغاب القمر تاركًا خلفه بضعة نجوم شاحبة تتراقص وسط الظلام الذي لفَّ المكان...
كانت حرارة الجو قد دفعت عارف وعامر إلى الجلوس قرب الشاطيء على الرمال الناعمة حيث كان العقيد ممدوح قد استأجر هذا الشاليه لقضاء إجازته السنوية ودعا المغامرين الثلاثة لتمضية جانبٍ من إجازتهم برفقته...
كان الجو هادئًا لم يقطعه سوى صوت سقوط جسمٍ ثقيل من الباخرة المقابلة لهما في الماء، تبعه صوت ضربات مجداف قارب أبصراه مقبلًا نحو الشاليهات ومتجهً إلى وسط القناة حيث شاهدا طوق نجاةٍ أبيض طافيًا فوق سطح الماء...
نزل عامر وعارف إلى الماء في سكون وسبحا بخفة بعد ان عرفا راكبي القارب فقد كانا اثنان من الأجانب يقطنان الشاليه المجاور لهم.
اندفع عارف ناحية الطوق ولكن الرجل في القارب بادره بضربة على رأسه بالمجداف أفقدته الرشد فغاص في الماء لولا عامر الذي انتشله وسبح به إلى الشاطيء ليجدا القارب خاليًا وطوق النجاة ملقى في قاعه وحول جانبٍ منه التف حبلٌ طويلٌ ممزق..
فما هو سرُّ هذا الطوق وكيف سيقود المغامرين الثلاثة نحو مغامرة من أخطر المغامرات التي قاموا بها؟