كانت مباراة ساخنة بين فريق أشبال شارع المخبرين الأربعة ضدّ فريق أشبال الشارع المجاور لفيلا الدكتور مصطفى والد فلفل.
شاط أحد اللاعبين الكرة وبدلًا من أن تدخل الجول ارتفعت إلى أعلى بعيدًا ووقعت في حديقة أحد المنازل.
توجه طارق وممدوح إلى مكانها لإحضارها، اقترب الولدان من الفيلا، وعندما وصلا إلى السور الحديدي المرتفع وجد طارق ولدًا في مثل عمره يجلس في شرفة الفيلا ينظر لهما وكأنّه ينتظرهما!
قال طارق: نطلب من هذا الولد أن يعطينا الكرة.
ردَّ ممدوح: إنّه أجنبي ولا يتكلم العربية، غير أنّه لا يكلم أحدًا ولا يريد التعرف على أحد.
قال طارق: بسيطة نتحدث إليه باللغة الإنجليزية ونطلب الكرة. وبالفعل تحدث مع الولد بلغة إنجليزية سليمة، وكم كانت المفاجأة حينما ردّ عليهما الولد بلهجة مصرية صحيحة وقال بعد أن قام من مقعده وتوجه ناحيتهما: لماذا تكلمانني باللغة الانجليزية؟ أنا مصري واسمي "علي" وإنّني أراقبكما من بعيد...!!!
قال ممدوح: لكن كلّ أولاد الشارع يعرفون أنّك أجنبي ويتضح ذلك من ملامحك وشعرك الأصفر وإنّنا نلاحظ عليك...
قال علي مكملًا ما بدأه ممدوح: أكيد أنَّ رأيكم فيَّ أنني منطوي ولكن رغمًا عني، فأنا أحب الناس وأحب أن يكون لي أصدقاء ولكن...
وقبل أن يسترسل في خواطره، سمعوا صوتًا أجشًّا ينادي: علي، أين أنت يا ولد؟
وظهر في ذلك الوقت في الشرفة رجل ضخم الجسم عريض المنكبين، حادّ الملامح، وحينما رأى علي ثارت ثائرته وصرخ: ألم أحذرك من التحدث مع أي مخلوق على وجه الأرض غير من حددتهم لك؟!!
وعلى الفور اتجه علي ناحية الكرة وقذفها لهما وودعهما بنظراتٍ كلّها ألم وخوف وحسرة!!
ما هو اللغز الذي يخفيه هذا الفتى الأشقر وما هي المغامرة التي سيقود المخبرين الأربعة لخوض غمارها؟!