لعلها مزحة
قول الكاتبة صالحة عبيد عن روايتها: "إنها عملي السردي الطويل الأول، وانتقلت من القصة إلى الرواية، لأن الفكرة أخذتني إلى العمل السردي الممتد، وعالم الفكرة يعبر عن شخوص تتقاطع فيما بينها في الإمارات، وتحديداً في الشارقة، وهذا التقاطع يمتد مبتدئاً من منتصف القرن التاسع عشر وإلى الألفية الثالثة".
هذه هي الرواية الأولى للكاتبة صالحة عبيد التي سبق لها نشر ثلاث مجموعات قصصية، وتتناول هذه الرواية قصة عدة شخصيات يعيشون في إمارة الشارقة منذ أيام صيد اللؤلؤ فيها وحتى عصرنا الحالي حيث السرعة والتكنولوجيا والتحولات التي أخذت المجتمعات ومنها المجتمع الإماراتي إلى عوالم جديدة، وللرواية بطلان الأول هو العجوز مسلم الذي عاصر الجيل القديم وميرة وهي ابنة الجيل الحديث، والتساؤل الأهم الذي تطرحه الرواية وتبنى عليه بقية الأحداث هو الغموض الذي يتعلق بخدش في العين أصاب البطل مسلّم، وسبب الخدش يظل غامضاً إلى أن تكتشفه البطلة الثانية ميرة، من خلال رحلة للمكان وتاريخه وأحداثه وذاكرته ومجتمعه، هذه رواية تتقاطع حكاياتها وأحداثها وتترابط مع بعضها بعضاً، وهناك مساحات من السرد بين الأزمان المختلفة حيث ترحل مع الشخوص القديمة إلى بيئتها، مثلاً، مسلّم بدأ حياته من قوة شرطة الشارقة آنذاك، وميرة ترحل معه إلى دواخله الذاتية والموضوعية من خلال شخصية أبيه الغائب، الذي كان يعمل غواصاً.
وتتناول الكاتبة مهنة الغواصين وتصفها بلغة جميلة، وتعبر فيها عن مصاعب الغواصين وهمومهم والمخاطر التي يتعرضون لها في البحار والحوادث التي قد يتعرضون لها، وفي قسم آخر من الرواية تصف مصاعب وهموم ميرة ابنة الجيل الحديث في الحياة والعلاقات الاجتماعية وعلاقتها مع الآخرين سواء كانوا ممن حولها أو من الأجانب.
