قصة شخصية وفضفضة ذاتية، سرعان ما اتشحت بالطابع الإنساني العام الذي نقل حياة امرأة عربية مسلمة توزعت حياتها، دون رغبة منها، لتعيش في الأردن مولدًا، وفي فلسطين أصلًا وفي المملكة العربية السعودية زواجًا، وفي بلاد العم سام عملًا ودراسة، في جميع أطوارها فرحًا وحزنًا شكًا ويقينًا، أملًا ويأسًا، تصميمًا وترددًا.... فصور الكتاب بين دفتيه ما عاشته بطلته من صعوبات وتحديات كان يمكن لها أن ترمي بها في زوايا اليأس ودهاليز الحزن، ولكن شيئًا من ذلك لم يحدث، فقد صبرت وصممت، ونالت ما صبت إليه، وما حلمت به، ولا يزال لديها أمل. تنقلت الكاتبة من خلال الكتاب عبر بيئات متعددة وثقافات متنوعة في سرد شائق وحوار ماتع لتخرج بنا من رحم المعانات بأن ما يتكبده الإنسان في حياته من صعوبات ومزلزلات قد تفضي به فيما يراه إلى حيرة، ولكن ربما تكون فوق حاء ( حيرة ) نقطة لا يراها بنظره القاصر ورؤيته الكليلة.