يعالج هذا الكتاب سرعة البديهة من ناحية قابليتها للمحاكاة.
يعاني الكثير من الناس من مشكلة انعقاد لسانهم وعجزهم عن الكلام في الموقف الذي يشعرون فيه بالتعرض للهجوم، وينتابهم إحساس بضعف غير مبرر، ولا تخطر لهم إلا بعد ساعات، الجملة الرائعة التي كان بإمكانهم الرد بها في ذلك الموقف.
يعالج هذا الكتاب سرعة البديهة في أوجهها كافة، وهذا يشمل سرعة بديهة "مؤدبة" لا تؤلم أحداً من حيث المبدأ، لكنه يتضمن أيضاً سرعة البديهة الأخرى، اللاذعة، التي هي أوسع انتشاراً بكثير من سرعة البديهة " المهذبة اللطيفة".
يريد هذا الكتاب وصف الحالة الواقعية كما هي، واقع الأمر في سرعة البديهة مثلما تواجهنا في الحياة المهنية والحياة الخاصة، وفي السياسة ووسائل الإعلام، عليك أن تصبح سريع البديهة في قواعد اللعبة الحقيقية للحياة، لا في القواعد السائدة في إطار نظرية الإتصال السليمة.
عندما تتعرض للهجوم، يدخل دماغك في حالة من الشدة النفسية، ما دام هو غير مبرمج إلا على الهروب أو الهجوم، فيصاب تفكيرك بالشلل، وتدور أفكارك التائهة في منزلق دائري لا نهاية له، "يجب علي أن أجيب بشيء ما"، وجراء هذا الضغط لا يخطر لك أي شيء بداية، وبعد ساعة تعثر على الجواب، طبعاً، فقد زالت عنك الشدة النفسية، من هنا، فإن وظيفة الأجوبة القياسية تشمل في الحؤول دون وقوعك، في حال تعرضك للهجوم، في حالة الصدمة هذه، التي تشل التفكير الهاديء، تتمكن من استخلاص الرد كما يستل المسدس من غمده.
في نهاية كل فصل من هذا الكتاب هناك أمثلة تدريبية تتضمن الأجوبة الممكنة، فأنت لست مضطراً للبحث عن إجاباتك الخاصة فإن هناك إجابات تصلح للجميع، ويمكنك استخدامها للدفاع عن نفسك دائماً.