يقول إحسان عبد القدوس في بداية هذا الكتاب:-
"هذه هي أول قصة في قالب مسرحي أجرؤ على نشرها، ربما لأني ولدت في المسرح، من أب وأم من أهل المسرح، وقضيت طفولتي وصباي بين كواليس المسارح، وتركت نشأتي في نفسي نوعاً من الرهبة من الإقدام على أي عمل مسرحي رغم كثرة ما خطر على بالي من صور مسرحية...
ولا أدري أي نوع من المسرحيات هذه التي أقدمها اليوم... هي هي مسرحية استعراضية، أو فكرية... وهل هي دراما أو كوميدي مضحكة... كل ما أعلمه أن الذي حرك إحساسي بها ليس وضعاً محدداً نعيش فيه، لكنها صورة للتاريخ كله كما يمكن أن يوحي به التاريخ، وإذا كان فيما رسمته من مشاهد بعض الغرابة، فهي لا تصل إلى غرابة مسرحيات بيكيت أو بولسكو أو باقي كتاب المسرح الحديث أو ما يسمى اللامعقول...
بل لا أدري... هل هذه مسرحية؟!
(إحسان)
هذا الكتاب يحوي مسرحيتين قصيرتين هما (لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص) و (الدراجة الحمراء)، والمسرح من الفنون الجميلة التي يمكن قراءتها أو سماعها أو مشاهدتها، تأتي هاتان المسرحيتان بلهجة عامية مصرية وبلغة واقعية مفهومة وسهلة وبسيطة، لكنها في الوقت ذاته مليئة بأفكار فلسفية ومواقف غامضة تثير الخيال والفكر وتمتليء بالرموز الاجتماعية والسياسية التي ترمز لمصر وشعبها والأحداث التي مرت فيها البلاد في وقت صدور المسرحيتين.
تدور أحدث المسرحية الأولى في كباريه أو نادي ليلي تحت اسم الفردوس الأخضر حيث ترقص فيها راقصة شهيرة جداً اسمها ميمي وتعبر هي نجمة الكباريه والاستعراض والحفل الليلي، وتبدأ المسرحية بمقدم البرامج الذي يصعد على المسرح ليقدم الراقصة ويبدأ في مديحها وذكر ميزاتها ثم ينقلب حواره إلى الحديث عن الزمن والبشر باسلوب فلسفي فكري لكن بسيط وسلس ويستمر هذا الاسلوب خلال بقية المسرحية.