"الليلة الماضية، في المنام،
رأيت شيخاً في حي العشق،
أشار إلي بيده: اعزم على الالتحاق بنا"
جلال الدين الرومي.
"ولكنني قررت... قبل ذلك...
أن أصنع ثقباً في الجدار الغليظ،
لتحلق روح كيميا."
وليد علاء الدين.
هكذا يبدأ وليد علاء الدين روايته (كيميا)، قد يبدو الاسم غريباً لكنه اسم فتاة، وأي فتاة؟ هي فتاة صغيرة، مجهولة، مظلومة، منسية، عاشقة، مهملة، نسيها الناس خلال حياتها ونسيها التاريخ واعتبروها غير مهمة، فيأتي الكاتب وليد علاء الدين ليبحث عنها وعن ماضيها وحياتها القصيرة، ويبحث عن قصتها وقبرها، فهي نشأت وعاشت في بيت الشاعر والعاشق الصوفي (جلال الدين الرومي)، ثم مرت الأيام وقرر أن يهديها إلى صديقه (شمس التبريزي) الذي كان شيخاً كبيراً ويكبرها بثمانية وأربعين عاماً فقد كانت الفتاة في الثانية عشرة من عمرها فقط، وكانت تعشق الشاب علاء الدين وهو ابن جلال الدين الرومي، وعلى الرغم من ذلك فقد زوجوها للشيخ، وبعد فترة مرضت مرضاً شديداً وفقدت حياتها في سرعة ويأس وألم كما فقدت عشقها، وسرعان ما اختفت واختفى معها كل ما يتعلق بها.
يسرد الكاتب وليد علاء الدين القصة وهو مسافر، ويحلم، ويدخل الحلم داخل الحلم، فيرى نفسه كأنه هو علاء الدين ابن جلال الدين الرومي، ويحكي القصة، في الحاضر مع الكاتب وفي الماضي مع الشاب تأتي هذه القصة بكل زخمها وتفاصيلها الجميلة لتحكي قصة الظلم، ظلم فتاة عاشت قبل مئات السنين ونسيت كأنها لم تكن، ولم يبق منها سو اسمها ومعلومات قليلة عنها ليأتي كاتب ويبحث عنها وعن اسمها ويكتب رواية تسطر اسمها على غلافه.