كتب الرئيس كارتر كتابة مهمة عن حياته الروحية وعن إيمانه. و في كتابه الإيمان الحي، وهو من أفضل الكتب مبيعاً على نحو هائل، روى الرئيس القيم والخبرات التي شكلت حياته الشخصية والسياسية. وفي كتابه الرفيق، مصادر القوة، وهو أيضاً من أفضل الكتب مبيعاً، تأمل في اثنين وخمسين درساً من دروس الإنجيل المفضلة التي كان قد علمها.
وفي كتابه قيمنا المعرضة للخطر، يقدم كارتر تفكيراً شخصياً في "القيم الأخلاقية" كما ترتبط بالقضايا المهمة اليوم. وهو يعرض دفاعاً متحمساً لفصل الكنيسة عن الدولة، ويلقي بتحذير قوي عن الوجهة التي تتجه إليها البلاد حين تنطمس الخطوط الفاصلة بين السياسات وبين الأصولية الدينية المتزمتة.
وهو يصف، الآن، مشاركته الخاصة وردود فعله نحو بعض الاتجاهات المجتمعية الباعثة على الإزعاج والتي حدثت في أثناء السنوات القليلة الماضية، وتشمل هذه التغيرات العالمين الديني والسياسي معاً وقد صارت فيه متداخلة تداخلاً متزايداً، ومن جملتها بعض أخطر القضايا اليوم وأشدها إثارة للجدل، وهي الملخصة مراراً تحت اسم "القيم الأخلاقية".
والعديد من هذه المسائل تخضع للجدل الشديد، وتشمل الحرب الاستباقية، وحقوق النساء، والإرهاب، والحريات المدنية، واللواط، الإجهاض، وعقوبة الإعدام، والعلم والدين، وتدني حالة البيئة والترسانات النووية، وصورة أمريكا الكونية، والأصولية، وخلط الدين بالسياسة.
ويقوم جيمي كارتر هذه القضايا، مؤيداً إيمانه طوال عمره، وذلك بأسلوب قوي لا لبس فيه ولا إبهام بل هو أسلوب متوازن وشجاع. إن كتاب قيمنا المعرضة للخطر هو كتاب انتظره بشغف الملايين من قراء كارتر.
ولد جيمي كارتر في بلينز، في جورجيا، وتوللا منصب الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن تولى هذا المنصب، أسس، هو وزوجته روزالين، مركز كارتر، وهو منظمة غير ربحية تمنع النزاعات وتحلها، وتعزز الحرية، والديمقراطية، وتحسن الصحة حول العالم. وكارتر مؤلف لكتب عديدة، ومن جملتها: ساعة قبل نور النهار، وهو كتاب يعتبر "أثراً أمريكياً"، ومنذ أ، ترك الرئيس جيمي كارتر الرئاسة في عام 1981 نال جائزة نوبل للسلام من أجل عمله الإنساني في مركز كارتر.
يعتز الأمريكيون بعظمة وطننا، ولكن الكثيرين منهم لا يدركون مدى اتساع ومدى عمق التحولات التي تحدث الآن في القيم الأخلاقية الأساسية لأمتنا، وفي فلسفتها السياسية.
لقد كان شعبنا فخوراً فخراً له ما يبرره وهو يرى قوة أمريكا وتأثيرها يستخدمان من أجل صون السلام لأنفسنا وللآخرين، ومن أجل تعزيز العدالة الاقتصادية والاجتماعية، ومن أجل رفع راية حقوق الإنسان عالياً، ومن أجل حماية نوعية بيئتنا، ومن أجل تخفيف المعاناة الإنسانية، ومن أجل التعاون مع الشعوب الأخرى للوصول إلى هذه الغايات.
وقد تعلمنا قيمة تزويد مواطنينا بالمعلومات الصحيحة، ومعاملة الأصوات المخالفة باحترام، ومعظم قادتنا السياسيين حاولوا أن يضبطوا الصرف مع العجز، وأن يصونوا فصل الكنيسة والدولة، وأن يحموا الحريات المدنية والخصوصية الشخصية، أما الآن فيجري تحدي كل هذه الالتزامات التاريخية