تبدأ الكاتبة وعد العتيبي كتابها "كي لا أكتئب"، وهو أول عملٍ لها بإهدائه لكل قارئ، فهي لن تذكر أسماءً أو تعين أشخاصاً دون آخرين. تقول العتيبي: "كُنت أكتب على طاولتي بالمدرسة، وعلى أوراق دفتر مذكراتي اليومية. كنت أسخر من الكاتب حين ينعكف لأجل أن يكتب وها أنا الآن ُ أكتب بكتاب، ومنعزلة عن العالم بأجمعه وأعيش بالعالم الذي بين أسطر أحرفي. يا لسخرية القدر!". وتوجه الكاتبة وعد رسالة للقارئ قائلة:" عزيزي القارئ أتمنى أن تجد بعضاً مني بهذه الأحرف، لأنني أكتب لأستعيد نفسي وأتمنى بأن أنجح بذلك، أن أنتهي وأنا بكامل أجزائي، وأشلاء قلبي الضائعة تعود إلى مكانها".
وتتوجه العتيبي بالشكر لوالدها، رَجُلها الأول الذي كانت دهشته الأولى بقلمها هي المنطلق نحو عالم الكتابة و لوالدتها التي كانت الشاهدة الأولى على كل نصٍّ تكتبه، فكانت دمعتها الاولى فخراً بأول نص تكتبه وعد.
ومن أجواء الكتاب: "أسير في هذه الشوارع شيء ما يمسك قدمي ليثبتني ليجعلني أتأمل هذا الفراغ وكأن هناك رسالة خفية لي لأقرأها. أعرف هذا المكان جيداً! لكنني لا أستطيع تمييزه..
تذكرت..
هنا فقدت قلبي، هذا المكان الذي تعاطيت عقاقير النسيان بشراهة لأجله.. وأنا الآن عالقة بمنتصفه هذا المكان الذي أفقدني هويتي اعتقدت بأنني متذكرة سيئة فلطالما كانت عائلتي تملك ذاكرة ضعيفة ُ لكنني لست مثل أمي أنسى أنني وضعت الطعام على النار، ولست مثل أبي أنسى موعد طبيبي، ولا أشبه أخي حين ينسى موعده مع صديقه ويتخلف عنه، أنا مميزة بينهم أتذكر أدق التفاصيل كنت قد نسيته كفاية لأنسى لماذا كنت أحتاج لحبه لكن الآن أعرف كل الأجوبة، أعرف كل شيء، وقت طويل مضى ولا أعلم لماذا اختارت الذكرى هذا الوقت لتعيدني لدائرتها، اختارت أن تعيدني إليها بذروة سعادتي، رائحة رطوبة المكان الذي ينبأ بهطول المطر شيء مألوف بالنسبة لأنفي، لعل المطر يهطل لكي أنسى ما عاد إلي للتو" .