لبنانُ جرحك في الأحشاء يلتهبُ
ولم يزل يتساقى دمعَك العربُ
جاؤوا إليك قرارات مزمجرة ً
أوراقُها في مهبّ الريح تضطربُ
جاؤوا إليك نداءات سيسمعها الـ
أعداء ُ , ينضحُ منها المجد والحسبُ
جاؤوا إليك , وما للموت أغنية ٌ
إلا وكان لهم من لحنها طربُ
جاؤوا إليك بأسياف ٍ ملمّعة
ٍ
سهامهم فوق صدر الليل تنتصبُ
أتنكرين ؟ وما زف ّ العدو ُّ إلى
عينيك من أرق ٍ إلا له شجبوا
أتنكرين ؟ وما نالتك قنبلة ٌ
إلا وثارت لها الأشعارُ والخطبُ
السامعون , وفي آذانهم ثقل
ٌ
والصامتون , وفي أفواههم شغَبُ
والمصلحون , وفي إيمانهم دخَل ٌ
والصابرون , وفي أعماقهم رهَبُ
والرافعون لواء َ الحق , غايتهم
تضليلُ عينيك يا لبنان , والكذبُ
أنّى تريدين منهم صد َّ مغتصب
ٍ
وقد أغاروا على نهديك ِ واغتصبوا
القوم بعدك حاروا في شؤونهم ُ
لم يصعدوا جبلا ً , لكنهم تعبوا
يبكون فيك زمانا ً , كلُّه طرب ٌ
لو أنهم علموا بالخطْب , ما طربوا
لو أنهم علموا عقبى لذائذهم
ما غازلوا فيك حانوتا ً وما شربوا
لبنان ُ هذا زمان الدمع فانتحبي
فأرضنا منذ طاش السهم تنتحبُ
لا تعجبي من ضياع المجد واحتسبي
بعض الموازين - لو تدرين - تنقلبُ
بالأمس كنا نوازي الشهب َ منزلة ً
واليوم تسخر من إغضائنا الشهبُ
بالأمس كنا بدين الله أوسمة ً
للمجد , واليوم ماذا قدم العربُ ؟
غنوا بألحان قومياتهم زمنا ً
وجهّزوا ألف مركوب ٍ , وما ركبوا
ألقاب مجد ٍ وأسماء لها رتب ٌ
لو أنها تنفع الألقابُ والرتبُ !!
تالله ما نزلت بالعُرب نازلة ٌ
إلا وتفريطهم في دينهم سببُ
أعزهم ربُّهم بالدين لو طلبوا
في غيره العز َّ ما فازوا وما غلبوا