لقد تداخلت علي الأزمنة: زمني وزمن مراد الآخر ... قريني الذي أصبح عدوي وخدعني أكثر من مرة! لقد كنت كمن يسير في عربة يجرها حصان بلا قائد، فتأخذه إلى حيث لا يعلم، ولكن دوام الحال من المحال، ولقد أدركت بعد أن تجسدت ما لم أدركه حينها. العلم! المعرفة! القدرة! الاستطاعة! أصبحت عبر السنين التي مضت ما رأيتني عليه الآن، ما تحسبها أنت وغيرك معجزات، هي بالنسبة إلي مجرد ممكنات! أستطيع تحويل الفحم إلى ألماس! السير على الماء! اختراق الحصون والجدران! معرفة خوارزمية سير الأحداث عبر فروعها من مسارات الحياة! المستحيل أصبح كلمة لا مكان لها في قاموسي! ولكن ... ولكن على الرغم من كل هذا، مازلت أجهل كيف تجسدت هنا، وتركت جسدي هناك في الزمن الذي أتيت منه!؟ لقظ خدعني قريني، عندما جعلني أفك الارتباط بجسدي القديم. أغلب الظن أنه لم يتوقع بأني سأتجسد هنا، بل ربما ظن أني سأتلاشى ويبقى هو، ولكني لم أتلاش، بل تجسدت دون أن أعرف كيف؟! لا سبيل للمعرفة إلا بانفصال النفس عن الجسد مجددا حتى أذهب إلى عالمه فأرى ما حدث له ولي، ففي المعرفة الخلاص!
وهنا يا صديقي يأتي دورك أنت ... أنت الوحيد القادر الآن على مساعدتي، أنت وعودك هذا، إلى أن أجد طريقة أتمكن بها من الانفصال دون الحاجة إلى النوم.