إلى الله...
هكذا يتوجه الإهداء إلى الله، فالرواية تتشكل من مجموعة مشاهد إنسانيه بسيطة تشكل في مجموعها مشهدًا كاملاً، صور صغيرة ترى من خلالها صورة واحدة كبيرة، بانوراما واسعة لتناقضات بشرية سترى فيها من حولك وعلى الأغلب ستكتشف فيها نفسك أيضًا.
الكل حاول، فانظر ما حدث لهم، لذلك فالبهجة لا تغيب فى الرواية، تقترب جدًا من ملامستها، لكن الخبر الأهم أن الاقتراب وحده لا يكفي، فالاقتراب – ببساطة – يعني أنك لم تصل!
نعم فالمشترك الوحيد بين أبطال هذه الرواية أن الكل حاول أن يقترب من البهجة، لكن لا أحد حصدها، فالرواية أبطالها مهزومون بامتياز ويقتسمون مغارم الخسائر في تسليم عجيب، رواية تدور في فلك البهجة لكن لا أحد يتذوق ثمارها كحارس حديقة فواكه لا يقضمها...وتمامًا كما ندخل الرواية مع البطل/الراوي الصحفي «وائل منصور» وأسرته الصغيرة والكبيرة، ومعارفه وأصدقائه وزملاء عمله، لنتعرّف على صورةٍ مغايرة لمصر التي عرفناها من قبل في رواياتٍ كثيرة سابقة، هنا تحضر أحلام الثورة مع شباب صحفيين من كل التيارات، ونشاهد تحوّلات الناس مع التغيرات السياسيّة التي عصفت بالجميع.