يأخذنا الكتاب في رحلة عبر القرون الوسطى حيث كان الصراع غاية في الشراسة للسيطرة على حوض المتوسط كونه معبرًا اقتصاديًا مهمًا، ولكن الإقتتال بين الطرفين لم يكن كل شيء كما يكشف الكتاب.الذي يتناول الحديث عن مالطا،باعتبارها كانت - ولا تزال - حلقة الوصل بين القارتين: السمراء والعجوز. و في العام 1530 اكتسبت "مالطا" أهمية إضافية؛ إذ أصبحت واقعة تحت حكم فرسان القديس يوحنا؛ لتصبح مهمة البحرية المالطية مطاردة والتصدّي للقراصنة الترك والأمازيغ على حدٍ سواء؛ إلا أن الجزيرة كانت في الوقت نفسه رمزًا لغموض "جيوسياسي" متوسطي، فمن الناحية الرسمية؛ كانت بمثابة كلب حراسة مسيحي في مياه المتوسط، ومن ناحية غير رسمية؛ كانت ـ أيضًا ـ وسيطًا تجاريًا بين أوروبا والعالم الإسلامي".وأشار السباعي إلى أن الكتاب يضعنا أمام لوحةٍ طبيعية لمشهد ثقافي ـ أخلاقي أفرزته قرونٌ من المعارك في الجانب الغربي من المتوسط وقبالة سواحل الشمال الإفريقي والجنوب الأوروبي، ويؤكد حقيقة أن الصراع بين بني البشر ليس له سوى وجهٍ اقتصادي حتى لو ارتدى ألف قناعٍ أيديولوجي.ويذكر أن السبب الرئيسي للتقارب بين الجانبين المسيحي والمسلم كان اقتصاديًا بامتياز؛ إذ كان كل منهما يعتمد على الآخر في هذا المجال، وعلى الرغم من حرب القرصنة المتبادلة بين الجانبين وخطف كل طرف رعايا من الطرف الآخر؛ فلم يَحُلْ ذلك دون إقامة علاقات تجارية متميزة.