حازت هذه الرواية على جائزة الكتاب السويسري لعام 2017 وقد وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الكتاب الألماني، وقد تمت ترجمتها حديثاً إلى اللغة العربية.
يتميز أسلوب يوناس لوشر بأنه فلسفي وعميق ويبحث في جوهر الأشياء، وتأتي هذه الرواية القصيرة بقصة تتناول جوانب من الحياة الحديثة وما الي يجري فيها حقاً.
يحاول بطل الرواية كرافت طوال الرواية أن يجيب عن سؤال واحد وهو:- (هل كل شيء على ما يرام؟)، يبدأ ذلك التساؤل عندما تصل لكرافت رسالة إيميل من صديقه (إستيفان) البروفيسور في جامعة ستانفورد، والرسالة عبارة عن دعوة للاشتراك في مسابقة لمناقشة فكرة فلسفية تحت عنوان "رغم أن كل الاشياء كاملة، هل هناك فرصة لجعلها أفضل؟"، وجائزة المسابقة هي مليون دولار نقداً لمن يقوم بالإجابة عن هذا السؤال الفلسفي، يفكر كرافت ويقرر السفر والاشتراك في المسابقة أملاً في الحصول على المليون دولار التي ستساعده في تخطي طلاقه المحتوم وتؤمن مستقبل أولاده.
يسافر كرافت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى وادي السيليكون تحديداً الذي يعتبر الموقع الاساسي لكبرى الشركات الرأسمالية التي تتحكم فعلياً في هذا العالم بأسره ليشترك في المسابقة ويبحث عن الإجابة بنفسه، لكنه خلال تلك الفترة يبحث أيضاً داخل نفسه وذكرياته وما واجه من ظروف وأهوال خلال حياته وأوصلته إلى ما هو عليه، وكرافت بطبعه شخص غير اجتماعي صاحب فكر فلسفي وعمق نفسي كبير، ينظر إلى الأمور بطريقة مختلفة تجمع بين الكآبة والسخرية، فيشغل فكره وكيانه للإجابة عن سؤال محور الرواية ألا وهو الذات الإلهية، والكون، والخير والشر عن طريق الدراسة والبحث وليس عن طريق الاقتناع الفطري.
يمكننا القول أن هذه الرواية هي بحث في الرأسمالية المتوحشة التي تسيطر على العالم اليوم وتجعلنا نحن أنفسنا نتساءل (هل كل شيء على ما يرام؟).