"الأنوثة.. لطالما بحثت عن مفهومها وما تحمل في طياتها من قيم، توهم للحظة بأنها نعومة الصوت لحد الذوبان! وخُيل لي لوهلة أنها بإبراز معالم الجسد!.. حاولت أن أراها كما يصوّرها المجتمع.. ولكن لم تعجبني نظرتهم لها! بل كانت مؤسفة باللنسبة لي.. فبعضهم صورها عورة لا يُسمح لها بالظهور للعالم أصلاً، وبعضهم فسرها حرية بلا حدود، وإلى مالانهاية، وبعضهم وقف وقفة الحيادي الحذر بمنتصف الطريق.. يردعها عن كل شيء..ادعاءً بالخوف عليها.. بعضهم استباح لها كل شيء.. وبعضهم حرّم عليها كل شيء.. بعضهم كرّمها..وبعضهم دنسها ومزّقها.. إلى ان بحثت بمفهومها، وسمحت لنفسي أن أحلل كلّ مستويات الأنوثة.. كل مفاهيمها.. كل من ترجمها وتكلم عنها كل من وصفها، من تغزل بها.. من استهان بقدرتها، من استنكف شأنها.. فوجدت أنّ من فسروا الأنوثة كان بحسب محدودية مفاهيمهم وما تربوا عليه وغُرس بأذهانهم.. ولكن حينما لجأت إلى ما قاله عنها الكتاب الكريم قرآننا العظيم.. وما أتى به الرسول الأعظم من مفاهيم سامية.. وما قاله العظماء المخلدون عنها.. كانت الدهشة لي بأنها محور الحياة.. بأنها عطر الحياة.. بأنها ريحانة الحياة كما وصفها الرسول الأعظم حينما قال: (المرأة ريحانة وليست قهرمانة) ريحانة تسر محيطها.. تُسر محيطها بوجودها الرائع.. بعطرها الفوّاح.. وجمالها الأخّاذ.. أو حينما يعز شأنها القرآن العظيم، ولا يهشّم وجودها، ولا يجهل حقها ولو بصغيرة أو كبيرة.. بل إنه ذكر كل حقوقها.. وكيفية الحجاب والصّون لها حتى لا يؤذيها الطامعون.. ذكر حقها في الإرث كي تعتمد على ذاتها قليلاً.. في العدل كي لا تُظلم.. في المساواة كي لا تُهشّم.. في الرحمة كي لا تُعذب.. في المودة كي لا تترك فراغاتُ الحب خاوية لديها.. تكلم القرآن عنها بالطريقة التي تُشعر المتلقّي بأنها جزء أساسي من الحياة.. ليست تكملة لها.. عظّمها العلماء وفلاسفة الكلام بكل حب.. يقول عنها شيكسبير: (المرأة كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت في الظلام)".