"لا أبالغ لأقول إننا مرشحان لكي نحب بعضنا البعض، لكنني مؤهل للوقوع في فتنتها وهي مؤهلة لاعتباري نزوة عابرة.
لا يشترط أن يتطور الأمر إلى ما تظنه الآن وما تتخيله أثناء قراءة هذه السطور؛ فلا النزوات كلها في السرير والفتن كلها في الجسد.
هل أدلّك على الأشد وطأة من ذلك؟
نصف الحب والإعجاب المنقوص والفرص التي لا تكتمل أبداً.
هذه التجارب التي لا تقوى أنت ولا يسمح الأمر الواقع بإكمالها، لكنها تظل في نفسك مندوب لا تنمحي، فلا هي بحدوثها أراحتك ولا بانعدام وجودها أنقذتك.
هذا ال(بين بين) الملعون.
لدّي من هذه الندوب الكثير، يكفي أنها انتهت بخطوبتي إلى جارتي التي –لتقريب الأمر إليك – أشبه ما تكون بابنة خالتك!"
أحمد الدريني من قصة قميص تكويه إمرأتان.
يحتوي الكتاب على مجموعة من القصص تحت الأسماء التالية: درب النصارى، قميص تكويه إمرأتان، مجمن الجنائز، مقاتل السيستم، نصاب النساء، ابو مصعب... ليث السلفية، حدث وفاة سيدة عادية، قبل الوفاة بقليل، شلة المسجد المريبة، آذار.
يتميز أسلوب أحمد الدريني بأنه بسيط وسهل ومباشر، يمنح القصة فوراً وبدون تفاصيل وملل، قصص قصيرة وواضحة وسريعة في سيرها وتأثيرها وفي وصولها حتى النهاية، لكنها في الوقت ذاته متميزة وتحمل الكثير من المعاني والأفكار، أسلوب واقعي حقيقي يمكن لمسه بكل تفاصيله، شخصيات قريبة من الواقع كثيراً تتحرك وتأتي وتذهب وكأنها لفرط واقعيتها تعيش حياة حقيقية، أماكن وأحداث منطقية وقد تحدث أو كانت قد حدثت فعلاً.
مجموعة قصصية صغيرة في الحجم وكبيرة في المعنى، ممتعة ومسلية وتحمل الكثير من الأفكار والمشاهد من الحياة بكل زخمها وغناها بالبشر وحياتهم الصاخبة.