يسير المغني الإيطالي "طوني باغودا" في نابولي هائمًا على وجهه فهو يحبّ هذه الشوارع ويكرهها، يحبُّ الأزقة ويكرهها ،إنّه يكره الجميع ويكره نفسه، لا يستمتع بشيء سوى بنشوة الكوكايين بصحبة زميله في الفرقة. لكنّه لا يلبث إلّا أن يتذمّر من إدمانه وظهور التجاعيد في وجهه. لا يُبهجه شيء فى هذها العالم ولا حتّى حضور "فرانك سيناترا" للحفل الكبير الذي أحياه في نيويورك! لم يترك في نفسه أثراً للسّعادة؛ لكنَّ شخصًا غريبًا برداءٍ غريب يقرع جرسه ذات يوم ويغيِّرُ مجرى حياته...
"كلهم على حق" رواية الدعابة والمأساة، ستستفزُّكَ إلى أبعد حدٍّ ببراعتها وإيحاءاتها وتناقضاتها؛ فجميع الاحتمالات فيها مفتوحة وجميع التأويلات منطقية وجميع شخصياتها على حق...إنّها امتدادٌ للأدب العبثيّ بأبهى صوره حاول فيها الكاتب نقل المدينة التي تختزل العالم ولا تُساوي شيئًا في هذا العالم على الورق فالتفَّت حول عنقه الحروف ووهبته الحياة الأبدية..