" ليس بالنادر أن يتلقى أحدهم هذا السؤال: " لماذا تفضل خمارة القط السود؟"
النجمة اسمها الحقيقي، ولكنها تسمى اصطلاحا بخمارة القط الأسود، نسبة لقطها الأسود الضخم، معشوق صاحبها الرومي الأعجف المدبب و صديق الزبائن و تعويذتهم.
أفضّل خمارة القط الأسود لجوها العائلي الحميم، و لأنك بقرش أو بقرشين تستطيع أن تحلق بلا أجنحة !!
يتنقل القط الأسود من مائدة إلى مائدة، وراء لباب الخبز وفتات الطعمية و السمك، يتلكأ عند الأقدام، ويتمسح بالسيقان بدلال من بطرته النعمة، وصاحبه الرومي يعتمد الطاولة بمرفقيه رانيا للاشيء بنظرة ميتة.."
"خمارة القط الأسود" مجموعة قصصية رسم فيها نجيب محفوظ صورًا من الحياة دقة العارف في خفايا النفوس، وموشاة بخيال الروائي الذي يُكسب القصص سمة التشويق، ومكتوبة بأسلوب البارع في الإقناع إلى حدّ اليقين... لم يبتعد الروائي أبداً عن الحقيقة بل جال في عمق ذاك الشارع المصري القاطن في عمقها الشعبي، اقتنص منها شذرات، واختار منها نظرات يتطلع من خلالها القارئ بشغف ملتهماً السطور والصفحات ماضياً في دروب تلك القصص.