لعمر بن عبد العزيز شهرة ومكانة عند عامة المسلمين وباحثيهم، ومرجع ذلك لأعماله المثيرة والتوجهات التي عمل على تثبيتها في الدولة الإسلامية الواسعة التي قامت على المبادئ التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم، وعمل الحلفاء الأولون على تطبيقها في تنظيم الدولة وتوجهات الأمة.
يستعرض هذا الكتاب سيرة خامس الخلفاء بقلم الأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي من خلال ثمانية فصول يتحدَّث في أولها عن حياة التنعّم والترف التي حظي بها عمر بن عبدالعزيز.. فقد كان إذا سار هب عبق المسك يعلن عن مقدمه.. وكان يلبس أفخر الثياب حتى أنه كان يغير في اليوم حلتين، وإذا سافر حمل ثلاثون بعيراً متاعه من الكتب ومن أشهى الطعام وأطيب الشراب وافخر الثياب. ولد عمر بمصر أثناء ولاية أبيه عبد العزيز بن مروان عليها.. وكان أبوه كريما ذا مروءة..
ثمَّ يتحدَّث عن خلافته وكيف سادَ العدل بين الناس بفضله وانتشر وامتلأ بيت مال المسلمين وأعاد عمر توزيع المال على أساس من العدل والإحسان فأثرى الناس.
فقد قال أحد عماله: "بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات افريقيا فاقتضيتها، وطلبت فقراء نعطيها لهم فلم أجد فقيرا ولم نجد من يأخذها مني. فقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس فاشتريت بها رقابا فأعتقتهم وولاؤهم للمسلمين". وهكذا عالج عمر بن عبد العزيز ما ورثه من خراب بالعدل والإحسان.