منذ سنوات عدة رسمَت ذات وجع آخر ابتساماتها على سريرنا، مودعة هذا العالم بكل ما فيه من أمنيات وأحزان، متدثرة برداء بغيض لمرض تشبت بها مثل شوك الصبار حين يسكن ثوباً لامس نباته، وحين أغمضت عيناها، أطفأت قناديل المساء في حياتي.. كانت النجوم حينئذ تذوي خارج الغرفة، وتترك الليل غارقاً في لجته كمحيط شاسع من الآلام. كانت رائعة حتى في سقمها.. لم تشتك على الرغم من أنني كنتُ أقرأ القلق الدائم حائراً في عينيها كلما حدقت إليهما، بدت مستسلمة لقدرها دون اكتئاب مثل مركب أسلم مجاديفه لتيار يقوده إلى النهاية دون أن يقاوم كانت تعرف أنها في سفر الرحيل الأخير، لكنها كانت تبتسم مشجعة كأنما تقول لي
ــ"لا تحزن..لن أتركك