اسمع، مسألتك واضحة تماماً، بينك وبين هذا العالم جدار يراك ولا تراه، لم تصنعه أنت بل صنعه هو، وإدانتك له لن تكفيك، يجب أن تعثر على حل يريحك وعليك أن تكسر هذا الجدار، كل يوم جديد يمر عليك يصبح الإحساس بالأمان محض هراء مثل قطة وحيدة في صحراء، أنت لا تستطيع الوقوف على قدميك الآن، ربما كنت تستطيع وأنت تحت التعذيب لأنك تحب الحياة، تشبثتَ بها وقررت وقتها ألا تسقط تحت أقدام الأوغاد، لكنك الآن لا تستطيع أن تمنع اصطكاك ركبتيك، رغم أنه الآن فريسة بين يديك بعد أن كنت أنت الفريسة، ألف ولام التعريف تفرق كثيراً بين نكرة وبين المعرف، أنت كنت نكرة وستظل، وهو معرف وسيظل، لا تجعله نكرة في عينك حتى ولو كان في عين الملائكة والشياطين والتاريخ، حتى تستطيع أن تقف أمامه وتقضي في أمره، أنت لا يمكن لك أن تقتل النكرات، تريده معرفاً واضحاً كرأس أبي جهل، لو ظهر في عينيك كنكرة لن تتقدم قيد أنملة تجاهه، كن واضحاً مع نفسك للمرة الأخيرة واتخذ قرارك بالنهاية قبل أن يلعب فيها فيلليني، احتمل واحداً قوي الشخصية واقض في أمره، من يأتون لعيادتك كلهم ضعاف، خذ قرارك الآن بلا تردد، أنت لم تقتله ولم تعذبه لكنك أيضاً لن تسامحه، نعم لن تسامحه، قلها بصوت عالٍ، إذا كان لا بد من الخطأ فارتكابه في الفعل خير من ارتكابه في اللافعل، هكذا قال فيلليني الذي يخرج من ركنه الآن ينادي بصوت جهوري: مشهد النهاية، أكشن، أكشن.