وبينما أنا في هذه الحالةِ منَ الانهيارِ لم أجدْ أمامي سوى متنفَّسي الوحيدِ وهو "الفيسبوك"، فكتبتُ عمَّا أمرُّ به، ووجدتُ تفاعلاً كبيراً، حتى رأى ما كتبتُه أحدُ أصدقائي من الممثلينَ المشهورينَ، فاتصلَ بي وعرَضَ عليَّ أن يحجِزَ لي تذكِرةَ سفرٍ ذهابًا وعودةً لأرى ابنتي، وقالَ حرفياً: "انت ازاي تبقى بنتك بتتولد وانت مش معاها، اتفضل ابعتلي باسبورك حالاً وهحجزلك وتنزل مصر حالاً"، كان هذا موقفاً عظيماً ونبيلاً، إلا أن الظروفَ لم تسمحْ بأن أسافرَ نظرًا لأمورٍ تتعلقُ بالجوازاتِ وما إلى ذلك. على كلِّ حالٍ مرتْ هذه الأيامُ، وبعدَ ثلاثةِ أشهرٍ رأيتُ ابنتي لأولِ مرةٍ، احتضنتُها وقبلتُها بقلبٍ يعتصرُهُ الحنينُ والشوقُ.
سلسلة قصص واقعية عن الهجرة - إنتاج أصلي من كتاب صوتي