من عنوان المجموعة نفسها، يبدأ الكاتب مصطفى الشيمي عالمًا سيراليًا، خارج حدود الزمن، مستخدمًا براعة فائقة في السرد، عن طريق الجمل القصيرة السريعة، لتشعر أنه طبق مقولة هيمنجواي" لتكتب جملًا سريعة وقصيرة في آن واحد، يجب أن تكتب وأنت تقف" !!
لذا جاءت قصص هذه المجموعة لتقدم عالما مجنونا، حيث الإنسان مجرد ترس صغير فى آلة عملاقة، يفقد فيها حدود الواقع فيعيش فى مجموعة كوابيس لكنها كوابيس مضحكة...
في هذه القصص ثمة أنواع عديدة من البشر بعضهم مصنوع من طين أو قطن أو بلاستيك أو لحم، جميعهم يتصارعون للفوز بوظيفة ما، فى حقبة يفقد فيها الزمان وجوده، وتتجلى الروح فى صورة سمكة صغيرة حمراء أو حجر معسل.
عوالم هذه قصص "هكذا تكلم الذئب" تشكل جميعا رقصة واحدة، يتجمع فيها الموتى مع الأحياء، فمن قال إن الموت هو المهرب للإنسان، لا مهرب، فالدائرة مغلقة، والإنسان البائس مركزها!!