"حجرتان وصالة" سردٌ من نوعٍ فريد على شكل متتاليات لزوجين وصلا سنَّ الشيخوخة، حيث يعيش خليل وزوجته إحسان في حجرتين وصالة ليمارسا حياتهما القائمة على مشاهدة التلفزيون وود الجيران والحرص على تناول العلاج واستقبال الأبناء...
هناك أيضاً فتح باب الثلاجة والنظر في مرآة الدولاب وارتداء الملابس ثم غسلها ونشرها وطيها إلى آخر تفصيلة يمكن أن يقوم بها الإنسان في منزله، وفي أثناء ذلك تنشب الخلافات - التي هي احتكاكات الحياة المعتادة والتي هي دائماً غير حقيقية - التي تشبه خلافات الطفولة بخاصة من جانب الأستاذ خليل الذي يستقبل تعليقات زوجته إحسان وكأنها تقولها للمرة الأولى.
وفي المتتالية الثانية عشرة تموت إحسان ليبقى خليل وحده يقاوم إحساسه بالحزن والوحدة كما الأطفال تماماً من دون الاستغراق في أي شبهة ميلودراما، بل إنه يستغرق مرة أخرى في التفاصيل المشوبة بظهور آثار التقدم في العمر، كأن رحيل إحسان أفسح له مكاناً في الحجرتين والصالة ليظهر ما كان يحاول التحكم فيه، فيستمتع مثلاً بالشرب من زجاجة ماء بلا غطاء في متتالية كاملة عنوانها"زجاجة بلا غطاء".
تتراكم التفاصيل التي لا تحمل أي حدث رئيس، وعندما يصل القارئ إلى المتتالية، قبل الأخيرة -"آخر الليل"- ليدرك أن التفاصيل هي في حد ذاتها الحدث الرئيس اليومي والحميم والمألوف الذي تحول على يد أصلان إلى كوني ومدهش وغريب هو جوهر المتتالية التي ليست قطعاً "منزلية".