حفر دافئة هي رواية عن الغربة وما يلاقيه البشر في الغربة، هي رواية تدور أحداثها في ليلة واحدة، هناك شخصية الراوي وهو سالم ولد عثمان، هو تونسي يعيش في الغربة وبالتحديد في باريس عاصمة فرنسا، ويصاب سالم بالأرق الشديد في إحدى الليالي فيقرر أن يكتب بعضاً من أفكاره وذكرياته ويسرد قصص أصدقائه.
يتناول قصة سعاد، وهي تونسية مهاجرة إلى فرنسا مثله تماماً، وهي امرأة جميلة يتهافت عليها الرجال، وكانت لفترة صديقة سالم وبقيا معاً مدة من الزمن ثم غادرت حياته، ثم يتناول قصة عادل الطالبي، وهو صديق قديم لسالم وكانا قد التقيا ذات يوم خلال رحلة سفر، وهناك صديقاه الحاج حموده وزوجته حضرية وكانا على علاقة وطيدة ومحبة مع سالم وعاملاه بكل ود وحب، فيسرد تجربتهما المريرة مع الغربة ومن ثم مشاكلهم مع أبنائهم ومصير تلك العائلة الصغيرة وحياتها في فرنسا، ثم ينتقل الراوي بعد ذلك إلى أحداث أخرى في تونس، جيث يعود إلى أمه بعد سنوات الغربة فتفرح فرحاً شديداً وتقيم الاحتفالات، وفي هذا الجزء يصف الكاتب الريف التونسي بجماله وتفرده.
تتميز الرواية بجمال الكلمة والعبارة، والسرد السلس الممتع، وواقعية الشخصيات، وباسلوب الحبيب السالمي المميز في الرواية كما في رواياته الأخرى.
الحبيب السالمي هو روائي تونسي مميز، وهو من مواليد عام 1951 القيروان، درس اللغة العربية وهو يعمل كمدرس للغة العربية في فرنسا منذ سنوات، له عدد من الروايات والقصص ومنها: جبل العنز، صورة بدوي ميت، متاهة الرمل، عشاق بيّة، أسرار عبد الله، نساء البساتين، روائح ماري كلير، عواطف وزوارها، بكارة، مدن الرجل المهاجر، امرأة الساعات الأربع.