تَلَاشَتِ اِبْتِسَامَةُ سيد، بَعْدَ أَنِ اِسْتَجْمَعَتْ سندس بُغضَ وَاحْتِقَارِ سَنَوَاتٍ وَسَنَوَاتٍ بِنَظْرَةٍ جَمَّدتْهُ فِي مَكَانِهِ، وَكَأَنَهَا لَمْ تَكُنْ تقِفْ أَمَامَهُ بِعُيُونٍ مُرْتَعِدَةٍ وَصَوتٍ مُتَلَعْثِمٍ مُنْذُ دَقِيقَتَيْنِ فَقَطْ، المُفَاجَأَةُ كَانَتْ مِنْ نَصِيبِهَا أَيْضًا، لَمْ تَتَخَيَّلْ يَوْمًا أَنْ تَقِفَ بِهَذَا الثَّبَاتِ أَمَامَ أَحَدٍ، خَاصَّةً هُوَ، وَبِبُطْءٍ وَثِقَةٍ، وَدُونَ أَنْ تَتَعَلَّقَ عَيْنَاها بِوَجْهِهِ مُنْتَظِرَةً رَدِّ فِعْلِهِ كَالعَادَةِ، وَدُونَ أَنْ تُحَاوِلَ تَجَنُّبَ العِقَابِ، اِسْتِدَارَتُ وَأَكْمَلَتْ طَرِيقَهَا، الَّذِي أَصْبَحَ الآنَ، وَالآنَ فَقَطْ، ممتدًا أَمَامَهَا بِشَكْلٍ مُحَبَّبٍ، فَشَبَّحَ سَيِّدٌ وَأُمُّهُ الَّذِي كَانَ يُعِيقُ رُؤْيَتَهَا لِلعَالَمِ قَدْ اِنْكَسَرَ لَتُّوهُ.
ما أشبه الليلة بالبارحة، حكايات تراثية تدور في الحاضر، وأبطال خالدون يواجهون مصيرًا جديدًا ليصنعوا لأنفسهم نهايات لم يسبق لها أن كتبت، فاستمع الآن.