تتناول الرواية حياة شاعر صحافي معروف يُدعى أول جاسترويعمل في أكبر الصحف الدنماركية، يعيش حياة مستقرة، بدخلٍ ثابت، وعائلة، وأطفال، وشقة راقية، الذي يندفع بسبب مشاكله إلى الإدمان على الشراب وتدمير حياته، في قصة تحاول تصوير الأزمات الفكرية والسياسية والشخصية التي عاشها الكثير من الكتّاب والفنانين في أوروبا بين الحربين العالميتين. يتناول كريستينسن بتحليل عميق الشك الذي يُصيب الإنسان في بحثه عن الحقيقة، متسائلاً عن معنى وجوده وأهمِّيته، وما معنى الدِّين ودوره؟ وهل تختلف الكاثوليكية في نظرتها إلى الإنسان؟ ومن الذي يقرّبُ الإنسان من المسيح، هل هو سُكْره وانسحابهُ؟ أم إيمانهُ الدِّيني؟إنَّ البطل الذي يُديرُ أسئلته، ويتفحَّصُها، يواصلها نحو الحدود الوجودية كالأبدية، والخلود، بيد أنَّه يعود بها إلى الواقع الإنساني الفعلي، متسائلاً إن كان اتّباع الرّغبات، بممارسة الجنس وشرب الكحول والانغماس بالملذَّات هو الطريقُ نحو الأبدية؟ وما القيم الأخلاقية؟ هذه المشاغلُ الذهنية التي اهتمَّ بها الروائي توم كريستينسن في روايته هذه لم تكن غريبة عن اهتمامات الجيل الذي عاش الدَّمار، ولازمه الشكّ في المثل العليا بعد حدوث انحرافٍ أخلاقي، خلَّفته الحرب العالمية الأولى. ومن الواضح أنَّ ما وصفه في رحلة آلام بطله كان موضوعة حية عصرية وجوهرية في الأدب العالمي.